قوم ياللا عشان تجهز لبسك ..
بنتك شوية ونازلة رايحة الكوافير ..
قوم سلم عليها قبل ماتنزل ..
صباح الخير يا ام العروسة ..
هى سارة فين؟
قاعدة برة مستنية صاحبتها ..
عشان تروح معاها الكوافير
طلع لها ..
لقاها قاعدة لوحدها ..
وكأنه اول مرة يشوفها ..
ملامحها هادية ..
وشعرها حلو ونازل على كتافها ..
قاعدة عمّالة تتفرج على الصور
اللى متعلقة على الحيطان ..
ماخدتش بالها انه واقف بقاله خمس دقايق
ايه انتى روحتى لحد فين ..
بابا؟ .. صباح الخير
قال لها ..
انتى اول مرة تشوفى الحيطان ولّا ايه
قالت له لأ ..
بس صعبان عليا انها اخر مرة اشوفهم ..
24 سنة مش قليلين يابابا ..
حس فى كلامهة بنبرة حزن ..
بس كالعادة .. ترجم كل حاجة .. عادى
يوم فرحها ومشاعرها مختلطة .. عادى
شوية وجات صاحبتها .. اخدتها ونزلت
لقى مراته بتجيب له الشاى وشكلها متضايق
مالك .. مش المفروض تبقى فرحانة انهاردة؟
فرحانة ازاى ..
اذا كنت حاسة ان بنتى مش فرحانة
ليه بتقولى كدة .. مش هى اللى مختاراه
ده دكتور كبير .. ومركزه مش قليل
وكفاية انه كان الدكتور بتاعها فى الجامعة ..
يعنى هى عارفاه كويس
يا حازم .. دا اصغر منك بسنتين بس
يعنى فرق بينه وبين بنتك 25 سنة
وايه يعنى .. يعنى راجل خبرة فى الحياة ..
وهى قالت انها بتحبه ومتعلقة بيه ..
ماتشغليش بالك انتى بس ..
وسابها وقام ..
بس فضل كلامها يرن فى ودانه ..
واقف بيحلق دقنه فى المرايا ..
سرح كدة وافتكر بنته زمان ..
بابا .. ايه اللى على وشك ده
دا صابون يا حبيبتى عشان احلق دقنى ..
طب انا عايزة احلق دقنى زيك ..
لا مش هينفع ..
ايه دا يا بابا .. انت اتعورت حاسب فيه دم
ماتخافيش يا سارة ..
شوفتى انا غسلته وراح خلاص ..
فاق على صوت ابنه بيخبط على باب الحمّام
ياللا يابابا عايز اجهز نفسى
حاضر يا كريم ..
خرج من الحمّام ..
بس لقى رجليه واخداه لأوضة سارة ..
دخل وقفل الباب عليه ..
فضل يتفرج يمين وشمال ..
وكأن الاوضة دى ماكانتش من ضمن البيت
بقاله سنين يمكن مادخلهاش
الاوضة حلوة .. مترتبة وهادية ..
فضل يتفرج وعلى وشه ابتسامة ..
كل شوية يفتكر ذكرى ..
راح ناحية السرير .. واتمدد عليه
وقعد يفتكر ..
بابا .. ماتيجى تنام جنبى ..
انت كل يوم تنام جنب كريم ..
حاضر .. بكرة هانام جنبك
لكن للأسف .. عمر بكرة ده ماكان بييجى
حس انه عايز الايام ترجع تانى ..
عشان ينام جنبها ..
لكن خلاص ..
دا هى حتى شوية وهترجع البيت تانى ..
مد ايده يحطها ورا راسه ..
خبطت فى حاجة ..
بيبص لقاها اجندة ..
فتح اول صفحة فيها لقاها كاتبة ..
ذكريات ماتتنسيش ..
قعد على كرسى وابتدا يقرا ..
ذكريات الدراسة واللعب فى البيت ..
ذكريات المصيف والاعياد ..
بس لقى كل الذكريات ..
بتنتهى بنفس الجملة ..
كان نفسى يابابا تكون معايا ..
قعد يقلب لغاية ماجاب الآخر ..
وايتدا يقرا ..
لما شفته .. انبهرت بطيبته وحنيته ..
شعره الابيض ووقاره واهتمامه ..
خلونى مش قادرة اشيل عينيا من عليه ..
كنت باعمل اى حاجة عشان اتكلم معاه ..
غصب عنى حبيته ..
عشان كنت شايفة بابا فيه ..
كل اللى حلمت ان بابا يعمله ..
كان بيعمله ..
بيندهنى باسمى .. سارة ..
لكن بابا .. كان يقولى تعالى روحى وبس
من وقت للتانى يقوللى ..
انتى عاملة ايه فى دراستك
لكن بابا .. كنت اقول له عندى امتحان
كان يقول لى ..
اللى يذاكر كويس هيجيب درجة كويسة ..
حتى وهو بيسلم عليا ..
كنت باحس انه بيطبطب عليا ..
لكن بابا ..
يوم مارحت اتشعلقت فى رقبته
وقلت له انت حبيبى ..
قال لى طب ياللا روحى العبى ..
دا حتى يوم ماروحت قلت له ..
بابا .. غمض عينيك ..
ليه؟
عايزة اديلك حاجة ..
طب هاتيها مش لازم اغمض ..
طب خد ..
ايه الورقة دى ..
انا رسمتك فيها ورسمت لك قلب ولونتهم
حلو حلو .. خديها بقى
يا كريم .. ياللا اجهز عشان اوديك الدرس
ماكنتش فاهمة ليه بيعاملنى كدة ..
بس اللى فهمته كويس ..
انى عشت عمرى كله جعانة لأب ..
كان نفسى ييجى يوصلنى اول يوم فى الكلية
لكن ردّه عليا ..
هو مش فيه اتوبيس للجامعة ..
اركبيه احسن .. عشان انا مش فاضى
وادينى روحت الكلية لوحدى ..
واتعلقت بيه ..
بس انا ماتعلقتش بيه هو ..
انا اتعلقت بـ بابا فيه ..
مليون سؤال مش لاقية لهم اجابة ..
لو ربنا ادانى اطفال ..
هيلحقوا يتمتعوا بيه اذا كان الفرق بينهم
اكتر من 50 سنة؟
لو خرجت مع اصحابى اللى من سنى واجوازهم
هيقولوا له ايه ؟
هينادوا عليه بإسمه .. ولا هيقولو له عمّو؟
لما نسافر فى اى مكان ..
الناس هيقولوا انى مراته؟
ولا هيفتكرونى نزوة فى حياته
بس انا مش فارق معايا كل ده
كفاية انه هو الوحيد ..
اللى عمل لى كيان قدام نفسى ..
كان نفسى جداً بابا يسألنى ..
انتى ليه مش فرحانة وانتى بتجهزى بيتك ..
بس هو ماخدش باله اصلاً اذا كنت فرحانة او لأ
او يمكن خد باله .. بس قال ….
وهنا سمع مراته ..
يا حازم يا حازم .. وسمع صوت زغاريد
العروسة جت ..
خرج جرى من اوضتها ودخل اوضته ..
فتح الدولاب عشان يطلع البدلة ..
واول مالبس ووقف قدام المرايا
لقى نفسه بيبكى زى العيال الصغيرة ..
مش عارف يعمل حاجة ..
خلاص بنته هتلبس فستانها ..
وهتمضى على عقد جوازها ..
وهو بيربط الكرافتة ..
افتكرها .. يوم مادخل اوضته
ولقاها ماسكة الكرافتة ولابسة نضارته
وواقفة قدام المرايا .. وبتقلده
حس بالعجز وانه مش فى ايده ..
انه يعوضها اى يوم من اللى فات ..
وخبط تانى على الباب ..
ياللا يابو العروسة الناس جم ..
والعريس والعروسة مستنيينك ..
والعقد جاهز ..
كريم ادخل انا عايزك ..
اسمع اللى هاقوله لك كويس ..
بعد ما خلص كلامه مع كريم ..
كريم باستغراب .. حاضر يا بابا
مسح وشه ..
وخرج بيقدم رجل ويأخر رجل
وكل اللى فى باله سؤال ..
ازاى ابيع بنتى كدة؟
فضل يدوّر وسط الزحمة ..
عايز يشوفها ..
واول ماشافها ..
لقاها قمر منور ولا كأنها ملكة ..
كان وشها بيلمع ..
وعينيها متركزة عليه وهو جى
وكأن نظراتها وقفته مكانه ..
فضل باصص لها ..
وفجأة وقع مكانه ..
قامت جرى عليه ..
بابا .. بابا
قعد كريم يزعق ..
الحقونا بدكتور بسرعة ..
معلش يا جماعة ..
الفرح هيتأجل .. لغاية مانطمن على بابا
واول ما وطت عليه والناس كلهم ملهيين ..
من وسط الزحمة ..
مسك ايديها وداس عليهم جامد ..
استغربت وبصت له ..
غمز لها بعينيه وهو بيشدها ناحيته ..
واول ما بقت قريبة ..
قال لها ..
مش هتتجوزيه ..
انتى مش للبيع ..
لو فاكر ان اللى فوق ده مجرد قصة ..
تبقى غلطان ..
دا واقع متكرر ..
بس للأسف مش كتير بتبقى النهاية كدة ..
ربنا اداك اغلى حاجة فى الدنيا ببلاش ..
ماتبيعهاش انت برخيص ..
لو بنتك ماعرفتش غلاوتها فى بيتك ..
تأكد انها هتبقى رخيصة فى نظر اللى هتروح له ..
والكلام ده حقيقى جدااا …
أمير تادرس
